تعد الاسرة بمثابة النواة للمجتمع حيث يمثل صلاحها صلاحًا للمجتمع بالكامل، وكذلك يؤثر فساد الأسرة تأثيرًا سلبيا على المجتمع بالكامل، وتعد مشكلة العنف الزوجي أكثر المشاكل التي ينتج عنها فساد الأسرة، بينما يساعد التوافق الأسري بين الأزواج على صلاح الأسرة وصلاح المجتمع ككل، لذا نوضح لكم خلال المقال العلاقة بين العنف الزوجي والتوافق النفسي وأهم العوامل التي تؤثر بصورة إيجابية على هذه العلاقة.
العنف الزوجي والتوافق النفسي
التوافق الزواجي يعد بمثابة الرضا الذي يتواجد لدى الزوج عند اختيار الزوجة، أو يعبر عن رضا الزوجة عند اختيار الزوج، ، حيث يساعد هذا في تواجد التوافق الأسري، ويساعد هذا في تواجد التوافق الوجداني، والتوافق الجنسي.
حيث يساعد هذا التوافق الزواجي على تحقيق مختلف الصعوبات التي يتعرض إليها كلًا الزوجين سواء المشاكل الاقتصادية أو الصعوبات التي يتعرض لها الأزواج عند تربية الأبناء، بينما العنف الأسري يتمثل بأي إساءة سواء كانت إساءة لفظية أو إساءة نفسية أو بدنية تجاه الأبناء أو الزوجة.
محاور العنف الزوجي والتوافق النفسي
اهتمت الدولة بإجراء الكثير من الأبحاث للقضاء على ظاهرة العنف الأسري، حيث أثبتت تلك الدراسات في إثبات أن الحل الوحيد للقضاء على مشاكل العنف الزوجي يتمثل في تحقيق جميع معايير التوافق الأسري بين الزوجين، حيث يوجد 4 محاور للتوافق الزواجي وتتمثل في:
- الاختيار بين الأزواج القائم على الرضا وتوافر مختلف المعايير الفكرية والاقتصادية والتي ينتج عنها التوافق النفسي.
- التوافق الأسري: هو التوافق الذي ينتج عن قبول السلوكيات المختلفة التي يقوم بها كلًا الطرفين.
- التوافق الاقتصادي: يتمثل التوافق الأسري في إدارة الشئون المالية للأسرة بصورة جيدة.
- التوافق الوجداني: هو التوافق بين الأزواج من الناحية الاقتصادية، والشئون التي ينتج عنها شعور كلًا الطرفين بالسعادة تجاه الطرف الأخر.
- العنف الأسري ضد الزوجة ينشأ عن إساءة الزوج للزوجة في أيًا من الشئون الحياتية المختلفة منها التهديد بالطلاق، المعايرة، الإساءة اللفظية.
- العنف الأسري ضد الأبناء هو العنف الذي ينتج عن إهمال أي من الوالدين تجاه الأبناء، كما يتمثل العنف الأسري في العقاب بالضرب أو باللفظ، أو بالإساءة النفسية.
العوامل التي ينتج عنها التوافق الزواجي بين الزوجين
هناك الكثير من العوامل التي تساهم في زيادة الترابط الزواجي بين الأشخاص منها:
- ارتفاع المستوى التعليمي لكل من الزوج والزوجة، بالإضافة إلى الارتفاع في المستوى الاقتصادي.
- عمل الزوجة ورضا الزوجة عن اختياراتها تعد ضمن العوامل الإيجابية التي ينشأ عنها التوافق الزواجي بين الأزواج.
- بينما يؤثر عدد الابناء بصورة سلبية على التوافق والترابط الاسري والنفسي بين الأزواج لزيادة المسؤوليات.
- مدة الزواج لها تأثير أيضًا على التوافق النفسي والترابط الأسري والزواجي بين الزوجين.
- سن الأزواج الملائم لبعضهم البعض ومدى التوافق الفكري بينهم يعد أحد أهم العوامل التي تساعد في زيادة الترابط الأسري والنفسي بين الأزواج.
دراسات حديثة عن العلاقة بين العنف الزوجي والتوافق النفسي
أثبتت الدراسات التي تم تطبيقها عام 2013 على مجموعة كبيرة من الأشخاص أنه كلما زادت معايير التوافق الزوجي بين الزوجين في الأبعاد المختلفة للعلاقة بينهم، كلما قلت معدلات العنف الأسري بين الزوجين، كما أثبتت الكثير من الأبحاث زيادة مشكلة الترابط الأسري والتوافق الزواجي في مختلف المجتمعات مما يستوجب على الدولة إيجاد الحلول.
أكدت أحدث الإحصائيات التي قامت بها الدولة أن معدل العنف الزوجي بين الأزواج ما زال في الارتفاع، وبالتالي ينتج عن هذا الارتفاع تهديد للأسر المتواجد بها بكثرة، وكذلك يساعد هذا في تهديد المجتمع ليس المجتمع فحسب بل يساهم هذا في فساد جميع المجتمعات.